منتديات شباب الفندقية بطنطا

اهلا بيك في منتديات شباب الفندقية بطنطا وان شاء الله المنتدي هايعجبكم
تتشرف ادارة منتديات شباب الفندقية بتسجيلكم في المنتدي ان شاء الله تعالي

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتديات شباب الفندقية بطنطا

اهلا بيك في منتديات شباب الفندقية بطنطا وان شاء الله المنتدي هايعجبكم
تتشرف ادارة منتديات شباب الفندقية بتسجيلكم في المنتدي ان شاء الله تعالي

منتديات شباب الفندقية بطنطا

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتديات شباب الفندقية بطنطا

كل جديد في عالم الانترنت من برامج والعاب واغاني وافلام واكلات منوعة وطرق الطهي واشهار وتطوير مواقع ومنتديات ان شاء الله


    رسالة الى والد ليلى العامرية:

    matrix@man
    matrix@man
    نائب المدير


    ذكر عدد المساهمات : 62
    السٌّمعَة : 0
    تاريخ التسجيل : 14/03/2010
    العمل/الترفيه : شاب من الفندقية

    رسالة الى والد ليلى العامرية: Empty رسالة الى والد ليلى العامرية:

    مُساهمة من طرف matrix@man الجمعة أبريل 09, 2010 5:35 am

    بسم الله الرحمن الرحيم
    رسالة الى والد ليلى العامرية:


    .. لا أخفيكم سرّاً ، كنتُ ، ولا زلت ، أكتم في داخلي حنقاً على والد ليلى العامريّة ؛ ذلك أنّه كان قاسياً على قصّة الحبّ الخالدة ، وهو ، الذي جعل – بقسوته تلك - قيس بن الملوّح مشرّداً ، لا يهنأ بطعامٍ ولا بشراب ، وعندما علم بقصّة حبّه العذريّ ، لم يتنازل عن هذه القسوة ليجمع رأسين بحلال تحت سقيفةٍ واحدة ؛ يا لقسوة ذلك الرجل !
    كنت أحلم – كما كان قيس يحلم – أن يعيشا ، قيس وليلاه ، في كوخٍ صغير ، تحفّ جوانبه الحشائش الخضراء ، وينساب بجواره نهر رقراق، يشاركهما نشيد الحبّ بخريره في هدأة الليل ، وهما يرقبان القمر من نافذة صغيرة في الكوخ ، ويشعلان في إحدى زواياه شمعة صغيرة تطبع صورتيهما على الحائط ، وقد امتلآ بالبهجة وطفح على محيّيهما النيّرين البشر والسرور !

    آه لو تعلم ماذا فعلت ، بقسوتك ، أيّها العجوز العامريّ ؟
    أتدري ماذا فعلت ؟
    أتدري ماذا ؟
    أتدري ؟
    لقد هدمت كوخ السعادة ، وحبست ماء النهر ، وأغلقت النافذة ، ومسحت صورة القمر ، وأطفأت الشمعة ، ودفنت الحبيبين بظلّيهما المرتجفين !! ، وبعد كلّ هذا تتبجّح ، حينما سمعت بنهاية قيس بين الصخور ، وتقول : لو كنت أعلم أنّ نهايته ستكون بسبب ليلى لزوّجته إيّاها !
    .. لعلّك تظنّ - بهذه العبارة- أنّك محوت ذنبك عندي ، أو لعلّك حسبت أنّك رقيق الشعور ، رفيق القلب ، إنسانيّ التعامل ، كلاّ والله، أيّها العامريّ ، فلم تزد الأيّام قلبك إلاّ قسوة ، ولم تزدد منّي إلاّ بعدا ، وإلاّ لوسعك الصمت كي لا تحرق قلوب الآخرين بنار" ليت" و " لو أنّ " ولكنّ طباعك المتمرّدة وقسوتك المتأصّلة غلبتك فأردت أن تقتل بعد قيسٍ ألف قيس ،وأن تدفن مثل ليلى ألف ليلى ، ولو قُدّر لك أن تجعل من كلّ نساء الأرض( ليلى) لفعلت وأغلقت عليهنّ
    خزائنك !!
    بالله عليك أيّها العامريّ ، هل كان يضيرك شيٌ أن ترى ابنتك الوحيدة في هودج قيس ، بنكاح حلال، تبدؤه أنت بقولك : زوّجتك ابنتي ليلى ، ويتمّه هو بقوله : قبلت ورضيت ؟
    أثقلت على لسانك ( زوّجتك ابنتي ليلى ) ؟ إن كانت ثقلت عليك ؛ فلم لَم تثقل آلاف عبارات الرفض التي تملأ بها فاك وتمضمض بها صباح مساء ؟!
    بالله عليك أيّها العامريّ ، ألم تفكّر في إطفاء نار صدر هذا الفتى ؟ ألم تحزن ولو من أجل أمّه وأبيه وهما غاديان رائحان به ، يقولان له بصوت الأبوين المشفقين : يا بنيّ ادع الله أن يخلّصك من حبّ ليلى فيقول :
    يا ربّ زدني حبّاً بها
    ....... ويرحم الله عبداً قال : أمينا !
    ليتك قلت : آمين، ليتك قلتها يا أبا ليلى ! ليتك قلتها أيها العجوز القاسي الغليظ !

    حسناً ، أيّها الصاعدي المتباكي ، لنفترض أنّ العامريّ العجوز ، كما تدعوه ، قال : آمين ، وتزوّج قيس من ليلاه ، وتمّ حفل الزفاف ، وانقضت أيّامهما الأولى ، بله سنتهما الأولى ، زد الثانية ، وزد عليها الثالثة ، وكانا في السنوات الثلاث الأولى في كوخ الحبّ الذي رسمه خيالك لهما بمرسام شابّ فانتازيّ ؛ يحسب أنّ حياة الحبّ هكذا : كوخ ونهر وقمر وشمعة ! ، ولو أنّه عقل لعلم أنّ هذا العشق الذي يسبق الزواج عاصفة هادئة ، تختبيء خلف أسوار الزمن ، تنتظر لحظة الانقضاض على كلّ حياةٍ زوجيّة يسبقها غراااااااام قيسيّ ! ولكنّها فانتازيا العشق التي أنستك أنّ قيساً وليلى في صحراء مقفرة ، إلاّ من بعض العشب والكلأ ، وقليل الماء ، ومع هذا أراك تأتي لهما بكوخ ونهر ! ولست أدري ، طالما أنّك تفكّر بهذه الفانتازيا الحالمة ، ما الذي أنساك بدل أن تشعل شمعة كليلة ، ترتجف في ظلمات الكوخ، أن تمدّ لهما أسلاك الكهرباء ليريا وجهيهما في كوخ السعادة ! وما الذي جعلك لا تفكّر في أن تمنحهما خدمات الهاتف لتكون لهما الحياة أيسر ؟ أكنتَ تخشى عليهما من قلق المدينة وتوتّرها ، من صخبها وقسوتها ، من مداخنها التي تنفث الغموض في الأفق ؟
    حسناً ، دعك من هذا ،الآن، وافتح نافذة إلى مرابع قيس وليلاه ، ثمّ افتح لهما نافذة أخرى تطلّ على مستقبلهما ، فيما لو أنّ العامريّ العجوز استجاب لدعوة ذلك المجنون المتعلّق بأستار الكعبة ، واستمع إلى هذا الحوار المتوقّع بينهما ، بعد أن يمتصّا كلّ خلايا السنوات الأولى ، المحشوّة بالعسل والزنجبيل ، والهيل ، والقرنفل ، والجوز الهنديّ ، ترى ماذا سيقول قيس ؟ وبماذا ستردّ ليلاه ؟ لنلتزم الحياد ، ولننصت بصمت :
    قيس بعد أن ربط فرسه في مؤخّرة الخيمة :
    - ليلى ، يا ليلى ، أين أنتِ ؟
    - يالك من مزعج ، دع الأطفال يناموا ، فهم من البارحة لم يذوقوا لذّة النوم !
    - مزعج! إنّك ، في كلّ مرّة ، تقولين هذا ، وكأنّ الأطفال هم كلّ شيء !
    - قيس ، ماذا تقول ، الأطفال! أتستكثر على أطفالك حنان أمّهم ؟
    - كلاّ ، لا أستكثر هذا عليهم ، ولكنني أشعر بانحيازك لأبنائك أكثر ، كأنني لم أتزوّجك إلاّ من أجل أن تنجبي فقط !
    - ماذا قلت ؟ لم تتزوّجني إلاّ من أجل ماذا ....... ، وهل تزوّجتني من أجل " بعارينك " أو من أجل فرسك الهزيل ؟
    - لا تقولي هذا الكلام عن فرسي وإلاّ
    - وإلاّ ماذا ؟
    - وإلاّ فبيت أبيك خيرٌ لك من هذا المكان !
    - بل هوخيرٌ يا بن بائع أغنام زوجته!
    - من ؟ أبي بائع أغنام زوجته !
    - نعم أبوك بائع أغنام زوجته، ألم يبع أغنام أمّك كي يدفع مهري يا ابن الفقراء المدقعين ؟!
    قيس بغضب ، بينما نظراته الحارّة تشتعل بين أصابع كفّه وخدّ ليلى الذي طالما كتب على صفحته أغلى القصائد ، وصوته يتهدّج :
    - لقد كان خطأ أبي ، هو أنّه ساوم أباك وجعل لك ثمناً ، في حين أنّك لا تستحقّين عنزةً واحدة .................. طراااااااخ
    ليلى وقد بدت أصابع قيس على صفحة خدّها مختلطة بحمرة وجنتيها :
    - أتضربني يا قيس ؟
    - نعم أضربك ، ومن الآن لا مكان لك في هذا البيت ، هيّا اغربي عن وجهي !


    .. يا للأسف ! ياللخيبة ! أ تنتهي قصّة الحبّ الخالد بمثل هذه المأساة ؟ إنّها فعلاً مأساة لم تكن لولا أنّ ذلك العجوز قال : آمين !
    ليت العامريّ العجوز لم يوافق على زواجهما ، ليته ترك لنا آفاق الخيال مشرعة نحلّق فيها كيفما نشاء ، أحسبه لو كان على رأيه الأوّل ، وقسوته الأولى ، لكتب لهذا الحبّ البقاء ، على الأقلّ في بطون الكتب وذاكرة النّاس !!
    .. عفواًيا سادتي ! يبدو أنني نسيت إغلاق النافذة ، فجنح بي الخيال وأنساني ما آلت إليه قصّة قيس وفتاته ، وهي النهاية التي صارت من لوازم قصص الغرام ، فالعشق لايكون محرقاً ، لاذعاً ، يكبر في سويداء القلب ، إلاّ حينما يكون حبل العشيقين له طرفان ، طرفٌ في يد العاشق والطرف الآخر في يد ملك الموت ! ، ومتى ما اجتمعت أطراف الحبل في أيديهما معاً بدأت لعبة شدّه وآذن بالانصرام والتمزّق

      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد مايو 19, 2024 12:16 pm